القلوب أوعية؛ منها ما يستوعب الخير، ومنها ما يستوعب الشر. وأفضل القلوب هي التي تمتلئ بالخير،تمتلئ بالعلم وتمتلئ بالدين والعبادة، تمتلئ بالعلم النافع والعقيدة السليمة، هذه هي القلوب الواعية، وهي أرجى القلوب لتحصيل الخير    عيادة المريض سنة مؤكدة، وقد رأى بعض العلماء وجوبها. قال البخاري في صحيحه: باب وجوب عيادة المريض. ولكن الجمهور على أنها مندوبة أو فرض على الكفاية، وقد ورد في فضلها قول النبي صلى الله عليه وسلم: "إن المسلم إذا عاد أخاه المسلم لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع" رواه مسلم. (الخرفة: اجتناء ثمر الجنة) إذا كان عقل المريض معه وفهمه وإدراكه فإن الأوامر والأحكام الشرعية تنطبق عليه، ويكلف بالصلاة والصوم والطهارة ونحوها بحسب القدرة، ويجوز مساعدته على الطهارة إن قدر على غسل أعضائه، فإن عجز عن استعمال الماء في أعضائه وشق غسلها عليه عدل إلى التيمم، فإن عجز فإن المرافق يقوم بذلك بأن يضرب التراب فيمسح وجهه وكفيه مع النية. إن المسلم الملتزم بدين الله ، والذي سار على صراط الله المستقيم ، سيجد دعاة الضلال والانحراف؛ وهم واقفون على جانبي الطريق، فإن أنصت لهم والتفت إليهم عاقوه عن السير، وفاته شيء كثير من الأعمال الصالحة. أما إذا لم يلتفت إليهم؛ بل وجه وجهته إلى الله فهنيئا له الوصول إلى صراط ربه المستقيم الذي لا اعوجاج فيه ولا انحراف    جاء الشرع الشريف مرغبا في حسن المعاملة مع الأفراد والجماعات ؛ فحث على اختيار الرفقاء الصالحين ونفر من قرناء السوء، ورغب في زيارة الإخوان والأنس بهم، وأخبر بأن المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم أفضل من صاحب العزلة؛ فإن الأول ينفع الناس ويرشدهم، ويتحمل ما ناله في ذات الله من إساءة وضرر.
فتاوى وأحكام في نبي الله عيسى عليه السلام
36652 مشاهدة
شكل عيسى عليه السلام وصفته

[س 38]: هل ثبت شيء في شكل عيسى -عليه السلام- وصفته ؟
الجواب: روى الإمام أحمد وابن جرير في تفسير قوله تعالى: وَإِنْ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلَّا لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- في صفة عيسى قال: فإنه رجل مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الشعر، كأن رأسه يقطر وإن لم يصبه بلل . وورد في حديث النواس بن سمعان الطويل في قصة الدجال ونزول عيسى عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين واضعا كفيه على أجنحة ملكين، إذا طأطأ رأسه قطر، وإذا رفعه تحدَّر منه جمان كاللؤلؤ، فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات، ونفسه ينتهي حيث ينتهي طرفه . وفي حديث الإسراء عن أبي هريرة مرفوعا: ولقيت عيسى ربعة أحمر كأنما خرج من ديماس- يعني الحمام متفق عليه وعن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رأيت عيسى و موسى و إبراهيم فأما عيسى فأحمر جعد عريض الصدر.. إلخ . أخرجه البخاري وعن نافع عن عبد الله وأراني الليلة عند الكعبة في المنام، فإذا رجل أدم كأحسن ما يرى من أدم الرجال، تضرب لمته بين منكبيه، رجل الشعر يقطر رأسه ماء، واضعا يديه على منكبي رجلين يطوف بالبيت، فقلت: من هذا؟ فقالوا: المسيح بن مريم أخرجه مسلم و البخاري ولفظه: بينما أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل أدم سبط الشعر يهادى بين رجلين ينطف رأسه ماء الحديث.

وفي حديث الإسراء، عن ابن عباس مرفوعا: رأيت عيسى -عليه السلام- أبيض جعد الرأس، حديد البصر، ومبطن الخلق رواه أحمد .
وفي رواية البيهقي: مربوع الخلق إلى الحمرة والبياض، سبط الشعر . وفي حديث أبي هريرة الطويل عند ابن جرير في أول سورة الإسراء وفيه قال: ودخل فإذا هو بشابين فقال يا جبريل: من هذان الشابان؟ فقال: هذا عيسى ابن مريم و يحيى بن زكريا ابن الخالة -عليهما السلام- .
وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لقد رأيتني في الحجر، وقريش تسألني عن مساري. فسألتني عن أشياء من بيت المقدس لم أثبتها. فكربت كربة ما كربت مثله قط. فال: فرفعه الله لي أنظر إليه ما يسألوني عن شيء إلا أنبأتهم به. وقد رأيتني في جماعة من الأنبياء، فإذا موسى قائم يصلي، فإذا رجل ضرب جعد كأنه من رجال شنوءة، وإذا عيسى ابن مريم -عليه السلام- قائم يصلي، أقرب الناس شبها به عروة بن مسعود الثقفي . وروى الطبراني عن أم هانئ في حديث الإسراء: وأراني عيسى ابن مريم ربعة أبيض يضرب إلى الحمرة، شبهته بعروة بن مسعود الثقفي . ومن هذه الروايات جميعا يعرف وصف عيسى -عليه السلام- الذي أثبته نبينا -صلى الله عليه وسلم- .